البيدوفيليا في المغرب إلى متى ؟
تظهر الأرقام غير الرسمية المتعلقة بالبيدوفيليا واقعًا خطيرًا عن ظاهرة اغتصاب الأطفال في المغرب؛ فنحو 38% من حالات العنف الممارس ضد الأطفال هي حالات عنف جنسي ونفسي، فيما أكدت أرقام نشرت في العام 2013 أن وتيرة اغتصاب الأطفال ارتفعت خلال السنوات الأخيرة 50%، ومن بين هؤلاء 70% تعرضوا للاغتصاب من طرف أقاربهم، وتظهر التقارير الحقوقية أن الذكور هم أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الإناث، وأن حالات الاعتداء الجنسي تتوزع حسب طبيعة المعتدي، حيث يحتل الأقارب والجيران صدارة لائحة المعتدين، يليهم المعتدون الغرباء والأجانب، ثم الآباء وأطر المؤسسات التعليمية والخيرية والاجتماعية.
وآخرها قضية فيليكس و راموس الذي كان قد اعْتقل في 17 يونيو الماضي، وأمضى خمسة أشهر في السّجن في انتظار المحاكمة التي بدأت في 3 أكتوبر. و التي أصدرت المحكمة الابتدائية بطنجة، يوم الخميس المنصرم، حكمًا بالسّجن لمدة ثماني سنوات في حقه على إثر تورّطهِ في تهم تتعلّق بـ “إساءة معاملة الأطفال والاتجار بالبشر”. وجاءت إدانة “البيدوفيل” الإسباني بثماني سنوات سجنا نافذا، بعد ثبوت الأدلة التي عرضتها النّيابة العامة، خاصة وأنّه سبقَ له أن اغتصبَ طفلاً مغربياً لمّا كان يبلغُ من العمر 14 سنة، هو الذي تقدّم ضده بشكاية لما بلغ 19 سنة، يتهمه فيها بـ “الإساءة إليه وهتك عرضه وخداعه”.
وقال الشّاب المغربي “م. ب”، في تصريحات لجريدة “إسبانيول” الإسبانية: “أنا سعيد بعد مغادرتي المحاكمة، لأنه ظهرَ أنني لم أكن أكذب، وأهم شيء هو أن هذه الانتهاكات لن تتكرر معي أو مع أشخاص آخرين”. مضيفاً: “لقد كان يَعِدُني بنقلي إلى إسبانيا مقابل ممارسة الجنس معهُ عندما كنتُ قاصرًا”.
وفي الجلسة الأخيرة التي عقدت خلف أبواب مغلقة بحضور محامي الطرفين، اعتبر القاضي أن صاحب الشكوى “ضحية، يتعين عليه متابعة علاج طبي ونفسي نظراً لحجم الضّرر الذي تعرّض له عندما كان قاصرًا”، بينما طلب المحامي تعويضا قدره 500 ألف درهم.
وحكم القاضي بدرهم رمزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) التي دافعت عن الضّحية، إلى جانب جمعية “ماتقيسش ولدي”.
وكان الضحية التقى “البيدوفيل” راموس عندما كان عمره 14 عامًا واقترح عليهِ العمل معهُ كمعد لبرنامج ينشرهُ على “يوتيوب”. كما كان الإسباني فيليكس يقدم نفسه لضحاياه على أساس أنه ممثل للعديد من المنظمات الإسبانية.
وخلال المحاكمة، تمت الإشارة إلى الفنادق التي نزل فيها البيدوفيل الإسباني وضحيته في مختلف المدن المغربية، مثل فاس ومراكش وشفشاون وطنجة. وقد تمكن الدفاع من إثبات أن “الضحية كانَ يتردد على منزل فيليكس، ويستهلك الكحول على الرغم من كونه قاصرًا”، بالإضافة إلى “قضاء الليالي في الإقامة مع المتهم والضيوف الآخرين”.
وكانت النيابة العامة قد تابعت الإسباني فيليكس راموس، البالغ من العمر 39 سنة، بتهمة استدراج أطفال قاصرين يقيمون بإحدى الجمعيات الخيرية والتغرير بهم واغتصابهم، استنادا إلى شكاية لجمعية “متقيسش ولدي” تقدمت بها لدى الوكيل العام بمدينة طنجة.