Wejeune

تأهل المنتخب المغربي للمحليين الى نهائيات “الشان” لا يعد إنجازا !

كثر الحديث مؤخرا ، في وسائل الإعلام الرياضية ، حول تأهل المنتخب المغربي للاعبين المحليين الى نهائيات “الشان” 2020 المقامة بإثيوبيا ، بعد فوزه على نظيره الجزائري بنتيجة 3-0 في مجموع المباراتين. المنتخب المحلي يدخل المنافسة حاملا للقب ، وتأهله لا يعد إنجازا ، كما أن الاهتمام الكبير الذي وجهته الجامعة لهذا المنتخب والمنح المقدمة للاعبين في حالة التأهل لا نجد له أي تفسير.

يمكن رد أسباب تكوين منتخبات محلية بالقارة الافريقية وخوضها مسابقة تحت مسمى “الشان” إلى منح الفرصة لهؤلاء اللاعبين من اجل إبراز إمكانياتهم للالتحاق بالمنتخب الأول او الاحتراف بأحد الدوريات الكبرى ، وهذا ما يجعل من الشان مسابقة ثانوية تأتي ، في اهميتها ، بعد كأس امم افريقيا ودوري ابطال افريقيا وكأس الاتحاد الافريقي ، ولا يجب أن تكون محور الاهتمام على حساب هذه المسابقات. جميعنا يعلم أن المنتخب الوطني المغربي الأول إلى حدود 1998 كان يتكون في اغلبيته من لاعبين محليين ينشطون في أندية البطولة ، قبل أن تجتاحه -اي المنتخب- موجات الاحتراف ، والتي لم تأت بأي نتيجة مغايرة لما سبق ، فكان على المحليين أن يتحينوا فرصتهم التي قد تأتي أو لا تأتي ، او انتظار مدرب مغربي لكي يظفروا بمقاعد إضافية داخل المنتخب. وجاءت فكرة تأسيس مسابقة كروية للاعب المحلي في أحد اجتماعات الكاف سنة 2007 ، وتم تكوين نخبة محلية مغربية سنة 2008 ، فشل المحليون المغاربة في التأهل لنسخ 2009 و 2011 ، لكنهم نجحوا في التأهل لنسخة 2014 وبعدها 2016 ثم 2018 التي نظمها المغرب ، وبالرغم من ذلك لم يتغير نظام المنتخب المغربي الأول بعد كل هذه النسخ من “الشان” التي من المفروض أن يتخللها تقييم تطور اللاعب المحلي وإمكانية حصوله على فرصة لتمثيل المنتخب الأول ، والأدهى من ذلك ، انه رغم فوز المحليين المغاربة بلقب الشان 2018 ، لم يستدع هيرفي رونار اي لاعب محلي لكأس افريقيا بمصر سوى حارسي الوداد والرجاء رضى التاغناوتي وأنس الزنيتي ليكونا احتياطيين بعد ياسين بونو ومنير المحمدي. وحتى إن تحدثنا عن فرص الاحتراف فهي تكاد تنعدم ، اللهم إذا استثنينا جواد الياميق الملتحق بجنوى والذي يجد صعوبة في فرض مكانته ، بينما فشل ايوب الكعبي في الصين ليعود للمغرب عبر بوابة الوداد. وكأس افريقيا للمحليين لا يعد رهانا كبيرا ، في نظري ، من اجل الاحتراف لوجود مسابقات ذات أهمية أكبر كدوري ابطال افريقيا وكاس الاتحاد الافريقي التي تشد إليها الانظار بشكل كبير.

وفي الأخير ، اظن أن التركيز على البطولة الوطنية والعمل القاعدي داخل الأندية والمنتخبات هو ما سيفتح آفاقا للاعب المحلي من اجل الاحتراف وتمثيل المنتخب الأول في المحافل الدولية ، وليس تسخير كل الإمكانيات لمنتخب محلي يشارك في منافسة ثانوية ، بينما تتضرر الأندية داخليا جراء حرمانها من لاعبيها ، لاسيما الاندية المقبلة على المشاركة الخارجية.

بقلم : محسن السنكاوي

إنظم الآن إلى فريق التدوين و عبر عن رأيك دون قيود : https://forms.gle/Q3daQVmoHyFsMG4v8