محسن السنكاوي : هل نحتاج إلى الكثير حتى نعتبر نهائي رادس جريمة كروية؟
مرت سنة على آخر نهائي من مسابقة دوري ابطال إفريقيا بين الوداد الرياضي والترجي التونسي، النهائي الذي لم يكتمل ولا تزال أطواره جارية حتى الآن بين أسوار محكمة التحكيم الرياضي إذ عقدت جلسة مرافعات حضرها رئيس الكاف كشاهد، ولا يزال القرار النهائي لم يصدر بعد.
يمكننا القول بأن ما حصل برادس كان النقطة التي أفاضت الكأس والشرارة التي انتفض على إثرها الوداد ليقف أمام فريق عرف بفساده لعقود، فالمشكل لم يكن وليد مباراة الإياب ولا امتدادا لمباراة الذهاب فقط، بل كان الحلقة الأخيرة من مسلسل الفساد الرياضي الذي امتد لقرابة عشرين عاما، والتاريخ يشهد على ذلك.
جرائم الترجي الكروية عديدة، وآخرها كان أمام الأهلي المصري في نهائي نسخة 2018 حيث لم يكن الفار موجودا حينها أيضا، وقبلها تم إجهاض حلم بريميرو دي اغوستو الانغولي بالتأهل للنهائي من طرف الحكم سيكازوي عبر إلغاء هدف مشروع لأبناء زوران ضد الفريق نفسه في رادس، لكن لم يحاول أحد الوقوف في وجه هذا التدليس والخبث إلا الوداد الرياضي. ومؤشرات هذه المعركة بدأت هنا بالرباط في مباراة الذهاب، حيث تفنن الحكم المصري جهاد جريشة في حرمان الوداد من هدف وضربتي جزاء واضحتين والتغاضي عن بطاقة حمراء لخليل شمام عميد الترجي، وقد تم هذا في المغرب وبوجود الفار، فلك أن تتخيل ما الذي يمكن ان يحصل في غياب الفار، الوداد راسل الكاف واصدر بلاغات عدة توجت بتوقيف الحكم المصري لستة أشهر قبل الإياب.
في رادس رفع التونسيون من نسق التدليس والتزوير ، فالأمر لم يعد مقتصرا على تحيز الحكم داخل المباراة بل تجاوز ذلك إلى عدم وجود تقنية الڤار، ولا نحتاج الى الكثير من التحقيقات حتى نرى النية المبيتة للطرف التونسي التي كانت وراء هذه الفضيحة، فتضارب الروايات يوضح ذلك بشكل جلي، الشركة المكلفة بتوفير معدات التقنية قالت في بلاغ رسمي لها أن الفار لم يصل الى تونس، بينما خرج وديع الجريئ رئيس الجامعة التونسية بتصريح يقول فيه أن الفار تم إصلاحه أثناء المباراة، شمس الدين الذواذي لاعب الترجي يقول بأن اللاعبين لم يكونوا على علم بغياب الفار بينما خرج علينا عميدهم خليل شمام الذي كان من المفروض ان يتم طرده في الذهاب بعبارة “نو ڤار” المضحكة اراد أن يقنعنا بها ان غاساما أعلم الفريقين قبل المباراة بعدم وجود التقنية، إضافة الى هذه التضاربات والتناقضات فتقرير مندوب المباراة أحمد ولد يحيى يشير الى الكثير من التدليس حيث تم تغييبه عن الاجتماع التقني وهو الأمر الذي فاجأه، ثم يقول انه لاحظ عدم وجود الفار قبل المباراة وشكى ذلك الى أحمد أحمد الذي أعرب عن قلقه قبل ان يقنعه مدير المسابقات بأنه يمكنهم بدء المقابلة بموافقة الفريقين على أساس أن يتم تثبيت الفار أثناء المباراة، فكيف سيتم تثبيت التقنية والمعدات لم تصل أصلا حسب قول الشركة المعنية؟
وإن كان الفريقان قد اتفقا على إجراء المباراة بدون ڤار فماذا يعني وجود سيكازوي في ورقة المقابلة بصفته حكما لغرفة الڤار ؟ وماذا يعني وجود شاشة على خط التماس بالملعب؟ وإن كان الفريقان قد اتفقا على إجراء المباراة الى حين تشغيل الفار اثناءها ، فالكرتي سجل الهدف في الدقيقة 58، يعني على بعد 32 دقيقة فقط من نهاية الوقت الأصلي، فهل كان المنظمون ينتظرون نهاية المقابلة حتى يثبتوا التقنية؟ ام أن الأمر متعلق بتدليس ونية مبيتة؟ ومما يؤكد خبث هؤلاء وفسادهم الطريقة التي تعامل بها رئيس الترجي حمدي المدب مع رئيس الوداد سعيد الناصري ورئيس الكاف أحمد أحمد حيث يقول ولد يحيى في تقريره ان المدب توجه للإثنين بالسب والشتم، كما صرح أحمد أحمد لوسائل الإعلام بعدا بأنه تعرض لتهديد صريح ومباشر من طرف رئيس الترجي مما اضطره الى إصدار امر لمندوب المقابلة بإنهاء المباراة، ليقوم غاساما بإطلاق صافرته بطلب من المندوب. كل هذه المعطيات تحسم في عدالة قضية الوداد، ولا يمكن أن يزايد فيها إلا مريض، وكيفما كان حكم محكمة التحكيم الرياضي فهذا لن يغير من واقع الأمر شيئا، فالوداد سرقت منه الكأس لكنه سرق تضامن كل الأصوات الحرة بالعالم وسجل موقفا ستدونه كتب التاريخ