العنف الأسري … أي دور للمرأة ؟
إن العنف بصفة عامة يدمر الإنسان، سواء كان هذا العنف جسدي أو لفظي، وقد يصل لبعض الأحيان إلى جعل الشخص الذي تعرض لهذا العنف للتفكير في الانتحار للأسف…
لكن يظل العنف الأسري من أبشع وأخطر أنواع العنف، لأنك تتعرض له في مكان بالنسبة لك هو مكان الأمان، والذي يتمثل في البيت.
ففي هذا البيت بالضبط تتعرض الزوجة للعنف، من طرف زوجها الذي كانت تعتبره سندا لها وظهر يسندها. إلا أنه كسر ذلك السند وأصبح معذبها، والأخطر من ذلك هو تقبل الزوجة لذلك العنف دون تحريك ساكن، مبررة ذلك بالصبر ومرددة عبارة “يضربني أو ميخلي لي يضربني “…
وفي نفس البيت ستتعرض البنت للعنف، سواء من طرف أبوها أو أخوها… وسيكون المبرر في هذه الحالة “كل هذا من أجل مصلحتك”. وما عسى طفلة صغيرة أن تفعل غير الصبر إن كان إيمانها قوي ولم تفكر في الانتحار أولا قبل محاولة التعايش مع الموت في كل يوم تعنف فيه.
فيبقى السؤال هنا من أجل مصلحة من هذا العنف؟ وهل أصبح من مصلحة طفلة أن يكسر أنفها؟ وهل في العنف مصلحة أصلا؟
لكن ربما في مصلحة الرجل الضعيف، الذي يحاول أن يثبت رجولته على حساب عائلته…
إن السبب الأساسي والرئيسي في ظاهرة العنف هو انعدام الحوار، بالإضافة إلى أن ذلك الشخص الذي يعنّف ليس بشخص عادي؛ فهو إن صح القول مريض نفسي يحاول إفراغ غضبه ومرضه في أول ضحية من أسرته يجد لها سبب حتى لو كان تافه.
إن مصلحة أختك وابنتك وزوجتك يا عزيزي المريض النفسي، أن تعالج نفسك أولا، ثم أن تتعلم أسلوب الحوار … وفي الأخير مصلحة أختك أن يكون لها أخ صديق، يفهمها ويحميها ويأزرها، ويجعلها تحكي له مشاكلها ليوجهها وينصحها …
ومصلحة الابنة أن يرعاها أبوها ويشعرها بعطفه وحنانه وإذا ارتكبت خطأ ما في يوم ما سيحاول محاورتها وفهمها قبل اتخاد قرار معاقبتها إذا كانت تستحق العقاب من الأساس.
ومصلحتك أنت عزيزتي المرأة هي أن تحاربي، وأن تكوني قوية ومستقلة بذاتك ولا تسمحي لنفسك في يوم من أيام أن تكوني ضحية العنف، سواء من أي شخص كان فمن يحبك فعلا ويحترمك ويقدرك لن يفكر مجرد التفكير في أن يؤديك.
بقلم : مريم اجميلة
لنشر تدويناتك على Wejeune المرجو ملئ الإستمارة : https://forms.gle/UqFtrPasM89zEFbW9