Wejeune

على هامش الحملة المسعورة للهولنديين على اللاعبين المغاربة،حب الأوطان من الإيمان

لا حديث لوسائل الإعلام الهولندية، ولا المسؤولين عن الجامعة الهولندية لكرة القدم، إلا عن اختيار اللاعبين المغاربة الممارسين بالبطولة الهولندية، حمل قميص منتخب بلدهم الأصلي بدل البلد الذي ولدوا فيه. هذا الموضوع يشكل دائما حدثا كبيرا، كلما فضل لاعب مغربي الالتحاق بالمنتخب الوطني، وقد لاحظنا ما عاناه حكيم زياش من انتقادات لاذعة وصلت إلى درجة السب والشتم، حينما رفض اللعب لمنتخب الطواحين. وها هي هذه الحملة المسعورة تعود مجددا، بعد أن تم توجيه الدعوة للاعب الموهوب إحاتارن للعب في المنتخب الوطني، ورفضها بكل لباقة، مبررا ذلك بتركيزه على فريقه إندهوفن.

مما أجج غضب المسؤولين وبعض اللاعبين القدامى، وعلى رأسهم رود غوليت، الذي طالب الجامعة الهولندية بتغيير سياستها، وذلك بإعادة التعامل مع اللاعبين ذوي الأصول المغربية، حتى لا يتعرض منتخب هولندا للنزيف، وأضاف غوليت بأن الجامعة المحلية مطالبة باتخاذ قرار جدي اتجاههم، وذلك بحسم موقفهم في سن مبكرة جدا، وهذا يتعارض ويتنافى بشكل سافر مع حرية الفرد في الاختيار، وهو مازال فتى يافعا، في بلد تتغنى بالديمقراطية وبالحريات… فإذا كان هذا المدرب قد فضل عندما كان لاعبا، اللعب لمنتخب هولاندا بدل وطنه الأصلي السورينام، فهذا شأنه، وهو حر في اختياراته، لكن أن يفرض على الآخر ما يريده هو ومن معه، يدل على أنانيتهم ودكتاتوريتهم. نفس الموضوع تحدث عنه الهداف السابق فان باستن، الذي وصف حكيم زياش بالغبي، حينما فضل بكل أريحية اللعب لبلده الأصلي وبلد أجداده المغرب، ليصبح فان باستن في نهاية المطاف أكبر غبي حينما تأهل زياش مع المنتخب المغربي إلى مونديال روسيا 2018، تاركا فان باستن ومنتخب بلاده يتابعون نهائيات كأس العالم عبر التلفاز…

فيكفي أن المسؤولين الهولنديين الذين يتباكون حاليا على معاملتهم السيئة، التي تتسم بالعنصرية والأخطاء الفادحة التي ارتكبوها في حق العديد من المغاربة الشباب، الذين غرروا بهم لحمل القميص البرتقالي، ليكون مصيرهم في نهاية الأمر الإهمال واللامبالاة، كأنور ديبا، والبقالي، وبوستة، وأنور الغازي، وآخرين، ونفس المصير لقيه اللاعب منير الحدادي مع المنتخب الإسباني حينما “ضيعه” وبلغة “الكوايرية”، المدرب السابق ديل بوسكي وأدخله دقائق معدودة، ونفس المصير عاشه كريم بلعربي مع منتخب ألمانيا. المسؤولون الهولنديون يحاولون بكل الوسائل المتاحة لديهم، ثني الموهوب إحاتاران عن اللعب مع المنتخب الوطني، بإرسالهم مؤخرا للاعب المغربي الأصل والهولندي الجنسية بولحروز، من أجل إقناعه، لكن دون جدوى. الشيء الوحيد الذي نتفق فيه مع هذا الأخير، خلال تصريحاته الأخيرة، هي أن المسؤولين المغاربة، وبالضبط الجامعات السابقة، لم تكن تكترث بمغاربة هولاندا، وكانت تفضل عليهم اللاعبين المغاربة الممارسين في البطولة الفرنسية، ولو في الدرجة الثانية. هذا صحيح، لكن الأمور الآن تسير بشكل مغاير مع المكتب الجامعي الحالي برئاسة فوزي لقجع، الذي فتح كل الأبواب لكل مغاربة العالم لحمل القميص الوطني، لأن ما يجهله الهولنديون والإسبان… أن فراسة المغربي لا تخطئ، وحبه لوطنه يسري في دمائه وجيناته، فلم يعودوا يضيعون وقتهم ويخضعوا للإغراءات التي يتلقونها بالكذب عليهم، لأن حب الوطن من الإيمان، والدفاع عن رايته في الملتقيات العالمية، واجب مقدس. فكفى من البكاء والاستفزاز…