Wejeune

هل برشلونة و الوهمُ توأمان ؟

لطالما قال المحلّلون المتمرّسون بأنّ برشلونة يُعاني في الدقائق الأولى من كل مباراة، ولاعبوها لا يدخلون أجواء المباراة بسرعة، وهذا ما يُكلّفهم في غالب الأحيان تأخُّراً في النّتيجة، وحينة أخرى محاولات خطيرة تهددُ مرماهم تنقُصها النّجاعة واللمسة الأخيرة.

خيرُ مثالٍ مباراتهم أمام إشبيليّة في الليغا، وقبلها ضد الإنتر. في مباراة برشلونة ضدّ الإنتر لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات، في دوري أبطال أوروبا، فاز النادي الكتالوني على الإنتر الذي يقوده مدربٌ مخضرم سطّر تاريخه بأحرفٍ من ذهب في معقل السيّدة العجوز (يوفنتوس)، وقدّم لوحات كروية رائعة مع تشيلسي في ستامفورد بريدج. هذه المباراة ذكرتنا بمباراة المدربين الكبيرين بيب غوارديولا الذي كان حينها قد شيّد ترسانة كرويّة عظيمة نالت وافر الإشادة والثّناء، وجوزيه مورينيو الذي بنى فريقاً منظّما ومنسجماً به سحق أعرق الأندية الأوروبية، وكان التفوق حليف مورينيو في نصف نهائي دوري الأبطال سنة 2010، ليمشي بخطى ثابتة نحو إحراز اللقب الأغلى في أوروبا برمتها.

إرنستو فالفيردي لاعب كرة قدم إسباني سابق ، و مدرب نادي برشلونة الإسباني حالياً.

بدأت البارسا المباراة وتكتيكها ضعيف جداً، بالمقارنة مع خطة كونتي المحكمة التي بدأهابخمسة مُدافعين في الخط الخلفي، ثلاثة في المحور، وظهيرين أيمن وأيسر، وثلاثي سريع في خط الوسط يقوده سينسي، وثنائي خط المقدمة، بقيادة التشيلي أليكسيس سانشير والأرجنتيني مارتينيز. كونتي هو رجل البلايستيشن بامتياز، لأنّه يلعب بخطة دفاعية، يأمن حصونهُ، ويزج بهاجمين قادرين على خلق الفارق في أيّ لحظة، فـ سانشيز يجيد التفوق في الثنائيات والالتحامات البدنية، في حين أنّ مارتينيز يتسمُ بسرعته الكبيرة ويجيد المراوغات، وهذا ما مكّنه من هزّ شباك برشلونة في الخمس دقائق الأولى. بعد أن تلقّت برشلونة الصفعة الأولى، حاولت التدارك، ومارست ضغطاً كبيراً على دفاع الإنتر، وصمد خماسي الدفاع إلى حدود الشوط الثاني، بعد أن نظّم أرنستو فالفيردي أفكاره، وعرِف النّقص التكتيكي لكونتي.

أرتورو إراسمو فيدال باردو هو لاعب كرة قدم تشيلي يلعب في مركز الوسط مع نادي برشلونة في الدوري الإسباني

أقحم فيدال بديلاً لبوسكيتس، وبالتالي تحوّلت الخطة من 4-3-3 إلى 4-2-1-3. عاد دي يونغ وآرثر ميلو إلى خطّ الارتكاز، وتناوبوا على مراكزهم بشكلٍ جيّد، يساندون الدفاع في الكرات المرتدّة بسبب سرعة لوتارو مارتينيز وتوغلات سانشيز، ويساهمون في بناء شكل الهجمة، ولَعِبَ فيدال دوراً جوهريا قَلَبَ أطوار المُباراة، ساهم في افتكاك الكرة وعرقلة الهجمات المرتدة بأيّ طريقة، فيدال له قوة بدنيّة كبيرة، يجري بسرعة في العودة إلى الدفاع، ويبني الهجمات، فكان صاحب الأسيست الخرافي للبليستوليرو لويس سواريز الذي انقض على الكرة وهي في السماء ليسكنها في شباك السلوفيني هاندنوفيتش. ولأنّ ميسي عاد من فترة النّقاهة، وتعافى بشكلٍ شبه كامل من الإصابة، فإنّه له القدرة على صُنع الفارق، رواغ وتوغل وأربك دفاع الإنتر ليمرر تمريرة سحرية لسواريز، لم يتوانى هذا الأخير في
إيداعها الشّباك، فتعالى فالفيردي في السماء فرِحاً بتفوقه التكتيكي، وبفوزه المستحق. شوطٌ لكل فريق هكذا كانت مباراة الإنتر وبرشلونة، فريق عرف من أين تؤكل الكتف، وفريق أُرهق بسبب الضغط وتغييرات فالفيردي المميزة، إلى جانب الإرهاق البدني الذي كان بادياً على لاعبي اﻹنتر، لأن البرسا استحوذت على الكرة بنسبة كبيرة.

رغم فوز البرسا على الإنتر، ودكّه لشباك إشبيلية بالأربعة، فإنّ دفاعهُ يعرف اختلالاً كبيراً، وهو ما يُقلقُ مُشجعيه كثيراً، زِد على ذلك أنّ فالفيردي لم يجد توليفة ملائمة بين غريزمان وليونيل ميسي، ناهيك عن تهور عصمان ديمبيلي وإصاباته المتكرّرة. فريق برشلونة حالياً غير مُقنع، ولن يفوز بدوري الأبطال بهذا الأداء الهزيل، أقولُ هذا دون مواربة.

 

بقلم :  سفيان البراق

إنظم الآن إلى فريق التدوين و عبر عن رأيك دون قيود :  https://forms.gle/Q3daQVmoHyFsMG4v8