Wejeune

ما لا تعرفونه عن الديربي البيضاوي ؟

شهد الوسط الرياضي المغربي يوم السبت  موعد مع واحد من أشهر الديربيات بالعالم ، الوداد والرجاء في ثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

وقد خصصت قناة ابو ظبي الإماراتية اسبوعا خاصا لتغطية الديربي عبر برامج وثائقية تغوص بعمق في تاريخ الناديين وحوارات مع لاعبين قدامى وصحافيين ، ومن المؤكد أن قناة ابو ظبي ليست وحدها المهتمة بهذا الديربي فالعديد من المنابر الاعلامية عبر العالم تترقب المباراة لاسيما أن المؤشرات والأصداء تعد بوجود السبب الرئيسي في شهرة الديربي ، ألا وهو لوحات “التيفو” التي يقوم بها جماهير الفريقين. تختلف الروايات حول اصل كلمة “ديربي” ، لكنها تتفق على أنها قادمة من الأوساط الانجليزية ، مهد كرة القدم ، حيث ترجح رواية كون أن الكلمة تعود للقرن الثامن عشر حيث كان يقام سباق للخيول بمدينة ديربي كاونتي وأطلق على ذلك السباق اسم “ديربي” ، فيما يرجع البعض اصل التسمية لتقليد قديم بمقاطعة ديربيشاير بانجلترا ، وهو عبارة عن لعبة موسمية تسمى “شروفتايد فوتبول” تشبه الريغبي لكنها تلعب في شوارع المدينة ومكونة من فريقين يضمان مئات اللاعبين ، تقام يومي “الثلاثاء البدين” و”اربعاء الرماد” وهي مناسبة مسيحية مشهورة ، وتعد من أعنف الألعاب الجماعية عبر التاريخ ولازالت تقام الى يومنا هذا.

أصبحت الكلمة متداولة بشكل كبير في الاوساط الرياضية حيث ارتبطت كلمة ديربي في الغالب بمباراة بين فريقين من نفس المدينة ، كديربي ميلانو بين الانتر وميلان ، وديربي بوينس آيرس بين الريفر والبوكا ، وديربي الميرسيسايد بين ايفرتون وليفربول ، وقد وجدت مباراة الوداد والرجاء مكانا لها بين هذه الديربيات واكتسبت شهرة كبيرة بفضل شعبية الفريقين والجمهور الذي يتنفس حب كرة القدم ودائما ما يسطع نجمه في سماء كرة القدم بين أقوى الجماهير بالعالم.

لا يمكن اعتبار ديربي الوداد والرجاء أقدم ديربي مغربي ، بحكم وجود فرق سبق وأن مارست قبل تأسيس الفريقين كالراسينغ البيضاوي والاتحاد الرياضي المغربي “اليسام” من مدينة الدار البيضاء ، او سطاد المغربي والاولمبيك المغربي بالرباط ، غير أن هذه الديربيات لم تكن ذات الطابع التنافسي المشحون ، حتى بزوغ قمر الوداد الرياضي الذي أصبح ينافس الياسام المهيمن حينها ، وقد خسر الوداد أول ديربي له ضد الياسام بهدفين لواحد ، وكانت هذه المباراة تتميز بندية وتنافسية كبيرين بين الفريقين باعتبار الوداد ممثلا للمغاربة بينما اليسام تمثل قوى الاستعمار الفرنسي آنذاك . وقد تمكن الوداد من بسط سيطرته في اواخر اربيعينيات القرن الماضي ليس على الديربي ضد اليسام فقط بل سيطر على لقب البطولة أيضا بفوزه بأربعة ألقاب متتالية.

الوداد سنة 1980
                                      الوداد سنة 1980

في خضم هذا التنافس بين الوداد واليسام ، كان مؤسسو الرجاء البيضاوي يمهدون لظهور الفريق سنة 1949 ، الفترة التي عرفت تأسيس مجموعة من الاندية المغربية كالماص والكوكب والفتح الرباطي ، وبعد تسلقه الأقسام وصولا للقسم الأول ، خاض الرجاء اول لقاء له ضد الوداد موسم 56/57 وفاز به الرجاء بهدف للاشيء ، وكان لشهرة ديربي الوداد والرجاء عاملان أساسيان ، أولهما اندثار اليسام من الساحة الرياضية المغربية ، والعامل الثاني سعي “الأب جيكو” مدرب الوداد منذ التأسيس الى جعل الرجاء منافسا قويا للوداد ، بعد خروجه من النادي الأحمر بسبب خلافات مع المكتب المسير. تعتبر جماهير الفريقين الآن أهم حلقة في الديربي المغربي ، بإبداعاتها ولوحاتها المرسومة على مدرجات ملعب مركب محمد الخامس ، في ظل المستوى الكروي غير المقنع من جانب الفريقين. لم يلتق الفريقان مسبقا في منافسة خارجية ، ويعد هذا النزال ، الذي سيلعب في مباراتين ، هو الأول من نوعه في تاريخ الديربي. وقد أطلق عليه اسم “الديربي العربي”.

بقلم : محسن السنكاوي

إنظم الآن إلى فريق التدوين و عبر عن رأيك دون قيود : https://forms.gle/Q3daQVmoHyFsMG4v8